السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان التعطش الى درك الحقائق كان داب حجة الاسلام الغزالي وديدنه وانه حاول معرفة الفطرة التي يكون عليها الانسان قبل الاعتقادات العارضة ليتوصل بعذد ذلك الى العلم اليقيني اللذي لا يتطرق اليه ريب ولا يتسع القلب للشك فيه ولما امتحن علومه لم يجد من بلينها علما يبلغ مرتبة اليقين الا العقليات والحسيات ولكنه تامل في المحسوسات فلم يجد فيها امانا لان العين قد تخدع وترى الظل ساكن وهو متحرك وترى الكوكب صغيرا هو اكبر من الارض وراى ان اللذي كذب الحس وعرف خداعه هو العقل ولما بطلت تقته بالمحسوسات لم يبقى لديه سوى العقليات فحاول ان يشكك نفسه فيها فراى انه كان واثقا في المحسوسات حتى كذبها العقل ولولاه لاستمر على تصديقها ولعل وراء العقل حاكما اخر اذا تجلى كذب العقل في حكمه كما تجلى العقل وكذب الحس في حكمه وتوقف عقله في الجواب وتايد الشك وةالاشكال عنده بما يراه النائم من امور يراها حقيقة ثم يظهر له عند اليقظة انها لم تكن الا احلاما ودام شكه هذا مدة شهرين كان فيها كما يصف نفسه على مذهب السفسطة بحكم الحال لا بحكم النطق والمقال.ثم مازال يتامل حتى وقر في نفسه انه ليس له علاج الا بالدليل فادرك ما ادركه كانط بعده بستة عصور وهوة وجود الافكار الفطرية وهي الاوليات الضروريات البديهيات التي لا تقوم الدلائل الصحيحة الا عليها ولا يصل العقل الى اليقين الا بها وراى مثلما راى الفرابي من قبل ان هذطه الاوليات هي معاني ظاهرة مركوزة في الدهن ولا شيء اظهر منها ولا يبرهن عليها لانها بينةويقينية الى اعلى درجات اليقين ولايمكن الاستغناء عنها في البرهان على اي قضية لانها اسس واصول بديهية لا مجال للشك فيها عند عاقل .......
ثم نظر الى ما قالوه في الادراك الحسي و الادراك العقلي فراى ان الحواس تاتي بالمدركات الحسية مجموعة فيتناولها العقل بالتفصيل والمقارنة ولكنه ادرك كما ادرك من قبله ابن سينا ان هذا العقل يحكم بثبوت شيء لا اشارة له ولا وضع يمكن ان يكون منشئه الحس وهو المعقول في نفسه لا المدرك من المواد اي انه ادك ما ادرك كانط من بعده ان للعقل فطرة يتمكن بقوتها من اصدرا احكام الشائية جديدة لا يكون منشئها الحس ولا يكون مدركها المواد وهكذا رجع الى العقل يقينه واحكامه كما رجع ديكارت بنفس الطريقة وبنفس الاقوال ....