كانت خاضعة لقرطاجة في القرن السابع قبل
الميلاد ثم احتلها الرومان سنة 42 ق.م. و فتحها العرب سنة 682 م. خضعت
لحكم الفاطميين وبني عبد الواد والحفصيين. وفي سنة 1518 خضعت لحكم
العثمانيين ثم احتلها الفرنسيون سنة 1830 وفي سنة 1954 اندلعت الثورة
التحريرية الجزائرية نالت استقلالها سنة 1962.
الفترات القديمة
دلت الأحفوريات التي تم العثور عليها في الجزائر (طاسيلي والهقار) على
تواجد الإنسان قبل أزيد من 500,000 سنة (العصر الحجري). تطورت حضارات
إنسانية بدائية مختلفة في الشمال: حضارة إيبيرية-مغاربية (13،000-8,000
ق.م) حسبما دلت عليه الآثار التي تم العثور عليها بالقرب من تلمسان، تلتها
حضارات قفصية (نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة
بتونس-7،500 إلى 4،000 ق.م-) بالقرب من قسنطينة، بالإضافة إلى حضارات أخرى
في مناطق متفرقة الصحراء.
لا يعرف بالتحديد الأصول التاريخية للبربر (أو الأمازيغ)، إلا أن الكل
يجمع أنهم كانوا من أوائل الشعوب التي استوطنت هذه المناطق. كان الصيد أهم
نشاطاتهم البدائية، ثم تحولوا إلى نشاطي الرعي والزراعة، انتظموا في
تجمعات قبلية كبيرة، أطلق عليهم المؤرخون الإغريق تسمية "ليبيون"، وعرفوا
عند الرومان باسم "نوميديون" و"موريسيون".
استقر في الجزائر العديد من الشعوب الأخرى على مدى الـ3000 سنة الأخيرة.
كان الفينيقيون (1000 قبل الميلاد)، الإغريق ثم الرومان (200 قبل الميلاد)
من أهم القادمين الجدد إلى البلاد. أسست إحدى قبائل البربر النوميدية دولة
مستقلة قادها الملك ماسينيسا، دامت الدولة قرنا من الزمن حتى مجئ الرومان
وخلعهم لآخر ملوكها يوغرطا. أصبحت المملكة جزءا من الإمبراطورية الرومانية.
الدول الإسلامية
مع مجيئ العرب في القرن الثامن الميلادي. أدخل هؤلاء الاسلام إلى البلاد.
عرفت البلاد قيام أولى الدول الاسلامية المستقلة (الأغالبة، الرستميون،
الأدارسة). مع ظهور الفاطميين تغير تدفق الفتوحات إلى الخارج ففتح هؤلاء
بلاد مصر و الشام والحجاز، ثم تركوا البلاد إلى جهة الشرق. عرفت البلاد
نزوح العديد من القبائل العربية (هلال، سليم، بني المعقل)إليها بتشجيع من
الفاطميين. ابتداءا من القرن الـ11 م سيطر على البلاد العديد من السلالات
البربرية (الزيريون، الحماديون، الموحدون، الزيانيون، الحفصيون،
المرينيون).
قام الأخوان "باربروسة" عروج وخير الدين، بوضع بلاد الجزائر تحت سيادة
الدولة العثمانية. جعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على
الأساطيل المسيحية. بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600 م، (أطلق على مدينة
الجزائر اسم دار الجهاد). سنة 1827 م يقوم الداي حسين (حاكم الجزائر)
بإهانة القنصل الفرنسي. بعد حصار طويل قامت فرنسا باحتلال الجزائر سنة
1830 م، لقي الفرنسيون مقاومة شديدة من طرف السكان . قاد الأمير عبد
القادر حركة المقاومة في غرب البلاد. أخرت هذه الثورات عملية السيطرة على
البلاد. أكمل الفرنسيون احتلال الجزائر سنة 1900 م عندما تمكنوا من إخضاع
الطوارق في جنوب البلاد (الأهقار).