الجُرْحُ يَنْزِفُ مِدرارًا دَمًا ثَخِنَــــــا
وَالجِسْمُ يُقْطَعُ أَطْرافًا، وَما دُفِنَــــا
وَالأُمُّ تَبْكِي وَليدَهَا، رَماهُ يَهُــــــو
دُ بِالرّصاصِ، فَصارَ لابِسًا كَفَنَــــا
أُمٌّ تَموتُ، عَلى أَشْلائِها الْتَصَقَ الــــ
بَنونُ أَرْبَعَةٌ، لَمْ يَغْتَذَوا زَمَنَــــــا
لأِرْبَعٍ حُرِمُوا أَكْلاً، ومَا وَجَـــــدُوا
عَطْفًا، ولا أَحَدًا يَبْكِي لَهُمْ حَزَنَـــا
وَالوالِدُ يَبْحَثُ تَحْتَ الحِجارَةِ نـــــا
جِيًا مِنَ الأَهْلِ، لَمْ يُقْتَلْ مِنَ الجُبَنَـــا
طِفْلٌ يُنادِي أَبِي، وَلاَ أَبٌ، سَقَطَ الــــ
كَفيلُ مَيْتًا، فَفاضَتْ عَيْنُهُ هُتُنَـــــا
بِنْتٌ تُشاهِدُ أُمَّها تَسيلُ دَمًـــــــا
تَئِنُّ مِنْ أَلَمٍ، يَسْتَغْرِقُ البَدَنَــــــا
فَلاَ تُطيقُ لَهَا غَوْثًا وَلاَ مَــــــدَدًا
فَتَنْطَوِي كَمَدًا، في قَلْبِها سَكَنَــــا
الجُوعُ أَنْهَكَ أَجْسَامًا، وجَرَّعَهـــــا
مُرًّا، فَأَحْدَثَ فيهَا الضُّعْفَ وَالوَهَنَـــا
بَيْتٌ يَضيعُ ذَوُوهُ، لَمْ يَعِشْ أَحَـــــدٌ
مِنْ بَعْدِ دَكٍّ عَنيفٍ، يَمْحَقُ القُنَنَــــا
قَنابِل تَنْزِلُ تَتْرَى مِنَ الأُفُـــــــقِ
على البُيوتِ، تدُكُّهَا وَمَنْ سَكَنَــــا
مَساجدُ هُدّمَتْ، مَدارِسُ سُوِّيَـــــتْ
أَرْضًا، فَصارَتْ تُساوِي في الثَّرَى الدّمَنَـا
لَونُ الثّرَى حالَ أَحْمَرًا، وَوَجْهُ السَّمَـــا
ِءِ، صارَ أَسْوَدَ لَوْنًا، حَالِكًا دَكِنَــــاا
نَتِيجَةً لِدِماءٍ أُهِْرِقَتْ أَنْهُـــــــرًا
ومِنْ قَذَائِفَ عَمّ شَرُّهَا المُدُنَـــــا
قَصْفٌ يَطالُ المبانِي، يَهْدِمُ الجُــــدُرَا
قَتْلٌ يُبيدُ الجُمُوعَ، يَزْرَعُ الحَيَنَـــــا
شَعْبٌ وَحيدٌ يُقاتِلُ العَدُوَّ حَسيـــــ
ـرًا أَعْزَلاً، خانَهُ عُرْبٌ، غَدَوْا عَفَنَــا
مَشْروعُ قَتْلٍ مُدَبَّرٌ لَهُمْ سَلَفًــــــا
تَآمَرَ الأَقْرَبُونَ، أَرْخَوِا الرَّسَنَـــــا
تَشَجَّعَ الأَبْعَدُونَ، أَطْلَقُوا حُمَمًـــــا
على مدينةِ غَزَّةٍ وَمَا قَرَنَـــــــا
الأَهْلُ في غَزّةَ يَفْنونَ جَمْعًا، وَنَحْــــ
ـنُ نَمْنَعُ الغَوثَ عَنْهُمْ، فَمَا حَسُنَــا
صُمْتُ العَشيرَةِ صَوتٌ فاضِــــحٌ وَقِحٌ
وَعاهُ صَهْيونُ، قامَ يَضْرِبُ الوَطَنَـــا
لا يَخْجَلُ القاعِدُون عَنْ مُطاردَةِ الطْـــ
طُغاةِ، جارُوا عَلَى إِخْوَانِنَا عَلَنَــــا
قالُوا:لَنَا لِلجِوارِ حُرْمَةٌ، أَفَلَيْـــــــ
ـسَ العَهْدُ مِنْ أُسِّ دينٍ، يُبْتَنَى رُكَنــا
فَبَيْنَنَا مَا يُقَيِّدُ الحِراكَ لِنَجْــــــــ
دَةٍ، تُزيلُ عَنِ الصَّحْبِ الأذَى رَكَنَــا
وَبَيْنَنَا ما يُسَهِّلُ النّكَالَ بِأَهْـــــــ
ـلٍ، فالمواثيقُ نَنْحَنِي لَهَا زَمَنَــــا
هَلْ بَعْدَ هَذَا الهوَانِ مِنْ سُقوطٍ إلى الـــ
حَضيضِ، يا مَوْتُ زُرْ إنّ الإِبَا دُفِنَـــا
أَيْنَ الشّهامَةُ؟ بَلْ أَيْنَ الوَفاءُ؟ وأَينَ الــدْ
دِينُ الذي نَدَّعِي اتِّخاذَه سَنَنـــــا
نَخُونُ عَهْدًا، نُعينُ الأنْذَلينَ، يُذَبْـــــ
بِحُونَ إِخْوانَنا، ما أظْهَروا وَهَنــــا
نَجُودُ بالقَوْلِ: إنَّ الأَمْرَ يَنْظُرُ فيـــــ
ـهِ مَنْ سَعَى في الدّفاعِ، رَافِضًا لَيَنَــا
هُوَ الذي يَحْمِلُ الأَوْزارَ، لا غَيْــــرُهُ
لَوْ سَلَّمَ، ما جَنَى عُسْرًا وَلا مِحَنَـــا
هَذا السّبيلُ يُجيدُ السّيرَ فيهِ فَِقيـــــ
دُ الرّوحِ، مُنْبَطِحٌ، إلى الخَنَا رَكَنَــــا
طريقُكُمْ غَيْرُ هَذا يا رِفاقُ، فَزِيـــــ
دُوا في الجِهادِ، ولا تُسايِرُوا الجُبَنَـــا
هَذِي المَحارِمُ يُعْتَدَى عَلَيْهَا جِهـــــا
رًا، هَلْ تَضيعُ، ولا مَنْ يَدْفَعُ الثَّمَنَــا؟
تِلْكَ المَجَازِرُ لا نُحْصِي لَــــهَا عَدَدًا
أَلاَ تُحَرِّكُ في قُلوبِنَا شَجَنَــــــا؟
تَدْميرُ غَزَّةَ تَدْميرٌ لِعِزَّتِنَــــــــا
هَلْ يَحْسُنُ الصُّمْتُ عَنْ هَذا أَيَا فُطَنَـا؟
الكُلُّ يُجْهِزُ حَرْبًا لِلقضَــــاءِ عَلى ال
إِسْلامِ، مَصْدَرِ قُوَّةٍ لِمَنْ أَمِنَـــــا
صُمودُ إخْوانِنَا مُسْتَبْسِلينَ، مُـــــدا
فِعينَ عَنْ حُرُماتِنَا وَمَوْطِنِنَــــــا
يَحْتاجُ مِنَّا وُقوفًا صادِقًا لَبِقًــــــا
يُعْطِي الجِهادَ وقودًا، يَصْعَقُ الوَهَنـــَا
ويَهْزِمُ المُعْتَدين، يَقْهَرُ الخائِنيــــــ
ـنَ، يَنْصُرُ الثّائرينَ، يَرْفَعُ الغَبَنَــــا
فَوَحِّدُوا الصَّفَّ تَظْفَرُوا بِنَصْــــرِ الْـ
لَهِ العَزيزِ، المُغيثِ مَنْ لَهُ رَكَنَـــــا
فَدينُكُمْ يَصْرُخُ القِيامَ فَوْرًا، لِنِجـــــادِ
غَزّةٍ، فافْزَعُوا وغالبوا الرّعنـــــا