السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال المعلم للتلميذ" ما هي أمنيتك ؟! " :
فأجاب التلميذ " أتمنى للمدرسة قنبلة ذرية , وللمدير سكتة قلبية , وللمعلم صدمة عقلية , وللتلاميذ عطلة أبدية " !!!.
تعليق :
1- هذا الذي قاله التلميذ هنا دعاء مبالغ فيه كما هو واضح . ومع ذلك أنا أؤكد – على الأقل على مستوى الكثير من المؤسسات التعليمية حاليا بالجزائر – أن حال تلاميذنا اليوم ليس بعيدا عن حال هذا التلميذ للأسف الشديد .
2- أنا هنا لا أذكر الأسباب ولا أشير إلى الحلول , ولكنني أقول بأننا أصبحنا نحس في الكثير من الأحيان أننا نريد أن نقاوم الفساد فنجد صعوبة كبيرة في ذلك لأن تيار الفساد كبير وعظيم وضخم , ونرى بأن الأمر يتطلب جهدا أكبر وتظافر جهود من أجل إنقاد التعليم في بلادنا . ومع ذلك فإننا قد نيأس من البشر ولكننا لن نيأس أبدا من رب البشر سبحانه وتعالى .
3- أصبح الكثير من تلاميذنا اليوم يهتمون بالمظاهر أكثر بكثير من اهتمامهم بالسلوك والأدب والأخلاق والاجتهاد في الدراسة و... ومنه فإن اهتمامهم بجمال الصورة وأناقة اللباس كبير جدا إلى جانب اهتمامهم بالتربية والتعليم .
4- أصبحت الفوضى والتشويش في القسم أمرا عاديا عند الكثير من التلاميذ . وعندما تنكر على التلميذ ذلك قد ينظر إليك التلميذُ على أنك أستاذ شاذ !.
5- أصبح الغش أمرا عاديا وطبيعيا جدا عند التلاميذ , والمراقب أو الأستاذ الجاد في منع الغش يُـنظر إليه على أنه أستاذ غير طبيعي . وشعارات التلاميذ اليوم هي في كثير من الأحيان " من عسنا فليس منا " ,
" من راقب الناس مات هما " , " من نقل انتقل , ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه " و ...
6- التلميذ مهتم اليوم جدا بلباسه وهندامه وشعره و ... إلى حد المبالغة , وشعاره هو "الجال gel أولا والمحفظة ثانيا "!.
7- التلميذ اليوم مهتم كثيرا بالهاتف النقال خارج القسم , ويمكن أن يكون اهتمامه بالهاتف النقال في القسم أكثر وأكثر , وشعاره هو كذلك " الجوال أولا والمحفظة ثانيا " .
8- من أمنيات التلاميذ العزيزة جدا هي العطل وكذا غيابات الأساتذة , بحيث أن التلاميذ تجدهم يذهبون باستمرار وفي كل يوم إلى اللوح الإعلاني بالمؤسسة التعليمية لعلهم يجدون هناك إسما لأستاذ من أساتذتهم سيغيب غدا أو لأيام قلية أو كثيرة . وإن عُـرض على البعض من التلاميذ أن ينتقلوا باستمرار من مستوى إلى مستوى أعلى ومن سنة إلى سنة موالية , بدون أية دراسة لما قالوا " لا " ولقبلوا ذلك بالفرح والسرور ولم يعترضوا على ذلك أبدا !!!.
9- إلى أين تتجه المدرسة الجزائرية , وإلى أين تتجه الجزائر ؟! . لا أدري , والله وحده أعلم بالصواب .